في ظل انشغال العالم بتطورات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، شهدت مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة — لا سيما جنين وطولكرم ونابلس — موجة غير مسبوقة من المداهمات وعمليات الإخلاء نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء عدد من المنازل في مدينتي طولكرم ونابلس شمالي الضفة الغربية، بعد تنامي أنشطة الفصائل المسلحة، في خطوة أثارت غضب السكان الذين اعتبروها استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي.

واشارت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت أحياء سكنية ووجهت أوامر شفوية وكتابية للعائلات تطالبهم بمغادرة منازلهم خلال ساعات محدودة، وسط انتشار عسكري مكثف وعمليات تفتيش واسعة، خاصة في مخيم نور شمس قرب طولكرم.

وأضاف شهود عيان أن عمليات الإخلاء ترافقت مع تصاعد في الاعتقالات والمداهمات الليلية، ما زاد من حالة القلق بين الأهالي الذين يرون أن الإجراءات تستهدف الضغط على بيئة المقاومة ومعاقبة المدنيين.

تحذيرات أممية من "التهجير القسري"

ويأتي هذا التصعيد في وقت حذّر فيه مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة من "تسارع وتيرة التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي" في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى لترحيل أعداد كبيرة من الفلسطينيين من بلدات وتجمعات عريقة، بما فيها القدس الشرقية.

وأوضح المكتب، في بيان صدر الخميس، أن إسرائيل صعّدت خلال الأشهر الماضية من عمليات الهدم والاعتقال التعسفي، وفرضت قيودًا متزايدة على حرية التنقل داخل مناطق مثل مسافر يطا جنوب الخليل، في محاولة لإجبار السكان على مغادرة أراضيهم.

أرقام مقلقة عن النزوح والدمار

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم تهجير أكثر من 6,400 فلسطيني قسرًا منذ أكتوبر 2023 بسبب هدم منازلهم، بينما أدت العمليات العسكرية في شمال الضفة إلى نزوح نحو 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم نتيجة العمليات الإسرائيلية المكثفة منذ مطلع العام الجاري.